بعض مواقف نبي الله سليمان عليه السلام


 

بعض مواقف نبي الله سليمان عليه السلام



نبي الله سليمان عليه السلام، نبي و ملك، هذا النبي كانت له مواقف مع الحيوانات و الحشرات و الطيور و حتى الجن و الشياطين و العفاريت، و من الصفات التي أنعمها الله عليه أنه كان يكلم الحيوانات و الحشرات و الطيور و الجن كما قال الله تعالى وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) سورة النمل، قبل أن نقص هذه المواقف ، يجب أن نعرف لماذا أخص الله تعالى سيدنا سلميان عليه السلام  بهذه المعجزة ؟ و كيف يستطيع أن يفهم لغة الحيونات ؟ و لماذا سخر له الله الرياح والجن بإمره تتحرك؟  يقول الله تعالى وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) سورة ص، أواب صيغة مبالغة تعني كثرة الرجوع إلى الله، كثير التوبة و الذكر و الطاعة، حدث موقف لهذا نبي، كان في يوم من الأيام تعرض عليه الخيول، و عرضت عليه لأنه كان يحب الخيل و الخيل كغيرها مما يفتن به الناس من الشهوات قال الله تعالى زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) سورة آل عمران، عرضت عليه الصافنات الجياد كما وصف لينا الحق في كتابه الحكيم إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الجِيَادُ (31فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)   رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ (33) سورة ص، الصافنات هي أفضل الخيل على الأرض التي تقف على ثلاثه أقدام و ترفع رابعة فيعطيها جمال و هبة، ذكر بعض أهل العلم أنه عرضت عليه أكثر من 200000 من الصافنات الجياد و بعضهم من قال 20000، ، و تخيل الخيل بجمالها، هي الدابة الرئيسية في قديم الزمان، من كان يملك خيلا قديما كأنه يملك أكبر طائرة خاصة في هذا الوقت، أخد ينظر إليها حتى حببت إليه و فتنة بجمالها، يلمس الأولى و يمسح على ظهر الثانية و ينظر إلى الصف الأول و يتأمل في الصفوف الأخرى حتى أشغلته عن وقت صلاته، قال العلماء صلاة العصر، دعى من عنده من حراس و جنوده  فطلب منهم أن يردوها عليه لأنها أشغلته عن الصلاة، فطفق مسحا بالسوق و الأعناق أي جعل يمسح منها السوق، وهي جمع الساق، والأعناق، واختلف أهل التأويل في معنى مسح سليمان بسوق هذه الخيل الجياد وأعناقها، فقال بعضهم: معنى ذلك أنه أخد السيف و عقرها وضرب أعناقها، من قولهم: مَسَحَ علاوته: إذا ضرب عنقه و لم يترك خيلا منها. ثم يفتنه الله تعالى مرة أخرى بأن رزقه الله بولد من دون أطراف لا يدين و لا رجلين، وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) سورة ص، لا يزال يستغفر ربه و يتوب إليه، فهم سليمان أن المسألة مجرد إمتحان و إبتلاء من خالق سبحانه و تعالى فقال أن أعلم أنك الآن تنظفني و تطهرني أنا أخطأت يوم أخرت الصلاة بسبب الخيل، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) سورة ص عوضه الله تعالى بالرياح تتحرك تحت أمره بدلا من الخيل و هذه الريح ذكر الله تعالى عنها وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) سورة سبأ أي سخر الله لسليمان الريح غدوها إلى انتصاف النهار مسيرة شهر و رواحها من انتصاف النهار إلى الليل مسيرة شهر، يعني أنك يا سليمان ضحيت بالصافنات لأنها أخرتك عن ذكري الآن أعوضك بما هو أسرع، الرياح تجري بأمرك رخاء، رخاء أي مريحة و بكل سلاسة و لينة.



 كان سليمان يمشي و معه جنوده، تخيل ملك و معه جنوده من الجن و الشياطين و الطيور و الحيوانات و الإنس و كلها تمشي تحت أمر هذا الحاكم، هذا الملك، قال الله تعالى وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) سورة النمل، و هو في الطريق و في مسيره مر على واد النمل، ذكر أهل العلم أنه واد بأرض الشام و ومنهم من قال بالطائف، لم إقترب من الوادي خرجت نملة و نادت النمل بالفرار إلى مساكنهم و النجاة من سليمان و جنوده كي لا يحطِّموهم دون وعيٍ بذلك كما وصف لنا الله تعالى المشهد حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)  سورة النمل و ذكر بعض أهل العلم أن سليمان عليه السلام تبسَّم ضاحكا من حسن ظن النملة.




 ثم أكمل سليمان و جنوده مسيرهم حتى أصابهم العطش و لم يجدوا ماءا. الهدهد هو الحيوان الوحيد الذي يعرف مكان الماء و إن كانت الأرض جلداء. سليمان في الصف و عطشان هو و جنوده فإلتفت يتفقد في السماء بين الطير يبحث عن الهدهد فما وجده كما ذكر الله تعالى وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) سورة النمل، هنا سليمان عليه السلام أعطى ثلاثة عقوبات، عذاب شديد إذا كان متأخر أو الذبح إذ كان خائن أو يأتي بسبب غيابه و يكون سبب مقنع، و هذا يدل على حزم و عدل هذا النبي الملك، و على غفلة منه رجع الهدهد فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) سورة النمل، أي عندي شيئ أنت لا علم لك به و هذا دليل أن الأنبياء لا يعلمون الغيب، أنني جئتك من سبإ في بلاد اليمن، بخبر و متأكد من يقينه، قال سليمان و ما ذلك الخبر؟ قال : إني وجدت امرأة تملكهم يعني بلقيس بنت شراحيل تملك أهل سبإ كما بهرني عرشها و لكن ليس هذا الذي ألمني و ذبحني و لكن  رأيتها هيا و قومها يسجدون للشمس من دون الله, ما قتلني يا نبي الله أنني رأيت شرك بالله الذي يخرج خبء السماء والأرض و ما جعل فيها من الأرزاق، أي الذي ينزل المطر من السماء و و يخرج به النبات من الأرض، الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ  وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ (26) سورة النمل، أراد سليمان أن يتأكد من صحة النبأ هل الهدهد كان صادقا أو إختلق سبب وهمي لينجو من العقاب، كتب رسالة و قال للهدهد إذهب بهذه الرسالة و ألقيها عليهم إبتعد عنهم قليلا و لاحظ مذا سيفعلون، الرسالة مختصرة '' إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمان الرحيم ألا تعلوا علي و أتوني من سليمين ''، رجع الهدهد مرة أخرى إلى سبإ و هو يطيرفوق حديقة قصر الملكة بلقيس لكي يلقي رسالة سليمان عليها، فإذا بها تمشي بين أشجار حديقتها سقطت رسالة أمامها فلما فتحتها و قرأتها فهمت المضمون كونها تعلم من هو سليمان عليه السلام، إستدعت وزرائها و المستشرين و عرضت عليهم الأمر و أرادت أن تعرف ما هي إقتراحتهم لأنها هكذا تعودت أن تأخد برأيهم، لكنهم مجانين قالوا نحن أقوياء و في الحروب رجال و القرار قرارك، هي أصبحت أعقل منهم و أحكم لا مقارنة بيني ملكها و  
ملك سليمان عليه السلام، فقالت لهم الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة و كذالك يفعلون، سأرسل له هدية أختبر بها
إذا كان ملكا من أهل الدنيا يحب المال و الماديات سيقبل الهدية و سنشتريه بالمال و إن كان ملكا نبيا مرسل من عند الله كما يقول لن يقبلها، قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) سورة النمل ، قال الكثير من المفسرين نها بعثت إليه بهدية عظيمة من ذهب وجواهر ولآلئ وغير ذلك، وقال بعضهم أنها أرسلت بلبنة من ذهب، والصحيح و بعضهم من قال أنها أرسلت إليه بآنية من ذهب، عندما جاء سليمان عليه السلام غضب و قال أتصانعونني بمال لأترككم على شرككم وملككم ؟ الذي أعطاني الله من الملك والمال والجنود خير مما أنتم فيه، بل أنتم الذين تنقادون للهدايا والتحف ، وأما أنا فلا أقبل منكم إلا الإسلام أو السيف، قال لي الرسول إرجع إليهم بهديتهم، فلنأتينهم بجيش لا طاقة لهم بقتاله، و لنخرجنهم من بلدهم مهانون مدحورون، فلما رجعت إليها الرسل بما قال سليمان قالت قد والله عرفت، ما هذا بملك، وما لنا به من طاقة، وما نصنع بمكاثرته شيئا، وبعثت إليه إني قادمة عليك بملوك قومي، لأنظر ما أمرك وما تدعونا إليه من دينك. شخصت إلى سليمان في اثني عشر ألف قيل من ملوك اليمن ، تحت يدي كل قيل منهم ألوف كثيرة . فجعل سليمان يبعث الجن يأتونه بمسيرها ومنتهاها كل يوم وليلة ، حتى إذا دنت جمع من عنده من الجن والإنس يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين فقال مارد من الجن أنا و قبل أن تقوم من مجلسك لأنه عليه السلام كان يجلس للناس للقضاء والحكومات وللطعام من أول النهار إلى أن تزول الشمس، وإني قوي على حمله و أمين على ما فيه من الجوهر، فلما قال سليمان أريد أن أعجل من ذلك، قال الذي عنده علم من الكتاب إختلف العلماء على إسمه و جنسه هناك من قال هو من جن و من قال هو من الإنس، هناك من قال إسمه آصف و كذالك من قال إسمه أسطوم، ارفع بصرك وانظر مد بصرك مما تقدر عليه، فإنك لا يكل بصرك إلا وهو حاضر عندك، فذكروا أنه أمره أن ينظر نحو اليمن إذا فيه هذا العرش المطلوب، ودعا الله عز وجل هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر و من شكر فإنما يشكر لنفسه و من كفر فإن ربي غني كريم، أمر سليمان بأن يغير من صفات العرش، ليختبر معرفتها وثباتها عند رؤيته، هل تقدم على أنه عرشها أو أنه ليس بعرشها، فإذا قالت نعم هذا عرشي معناه أنها لا تعرف عرشها الذي تجلس عليه و إذا أنكرت و قالت ليس بعرشي كأنها نكرت ملكها، فلما جاءت بلقيس إلى سليمان عرض عليها عرشها، وقد غير ونكر، وزيد فيه ونقص منه، سألها سليمان أهذا هو عرشك؟ و لكن كانت ذكية فكان فيها ثبات وعقل، ولها لب ودهاء وحزم، فلم تقدم على أنه هو لبعد مسافته عنها، ولا أنه غيره، لما رأت من آثاره وصفاته، وإن غير وبدل ونكر، فقالت يشبهه ويقاربه . وهذا غاية في الذكاء والحزم، سليمان ، عليه السلام أمر الشياطين فبنوا لها قصرا عظيما من قوارير ، أي : من زجاج ، وأجرى تحته الماء ، فالذي لا يعرف أمره يحسب أنه ماء ، ولكن الزجاج يحول بين الماشي وبينه . واختلفوا في السبب الذي دعا سليمان عليه السلام ، إلى اتخاذه ، فقيل : إنه لما عزم على تزويجها واصطفائها لنفسه ؛ ذكر له جمالها وحسنها ، ولكن في ساقيها هلب عظيم، ومؤخر أقدامها كمؤخر الدابة فساءه ذلك، فاتخذ هذا ليعلم صحته أم لا؟ هذا قول محمد بن كعب القرظي ، وغيره ء فلما دخلت وكشفت عن ساقيها ، رأى أحسن الناس وأحسنه قدما،قال لها سليمان إنه صرح ممرد من قوارير، فلما وقفت على سليمان، دعاها إلى عبادة الله، عز وجل، وعاتبها في عبادتها الشمس من دون الله، فقالت رب إني ظلمت نفسي بما سلف من كفري وشركي وعبادتي أنا و قومي للشمس من دون الله وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين، متابعة لدين سليمان في عبادته لله وحده، لا شريك له، الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، فأسلمت وحسن إسلامها. فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37) قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41) فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ ۖ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ ۚ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44) سورة النمل.

للمزيد من القصص و المقالات المفيدة المرجوا إشتراك في المدونة زيدك معلومة

تعليقات